الوَقْتُ يَنْأَى عَنْ سِلالِ القَمْحِ، عَنْ وَرْدِ الطَّرِيقْ
الوَقْتُ يَغْرَقُ فِي رِمَالِ الحُزْنِ، فِي جُرْحِ القَصِيدَةِ،
وَالقَصِيدَةُ لا تُفِيقْ
الوَقْتُ - يَا قَلْبِي- جَنَاحُ حَمَامَةٍ بَيْضَاءَ، تَنْتَعِلُ الحَرِيقْ
الوَقْتُ مِرْآتِي، وَصَمْتُ حَبِيبَتِي...
كَانَتْ تُمَشِّطُ شَعْرَ لَيْلَكِهَا، وَتَقْرَأُ حُلْمَهَا الأَبَدِيَّ فِي سِفْرِ الحَقِيقَةِ
هَهُنَا رَكَضَتْ جَدَاوِلُ حُبِّهَا المَشْبُوبِ لِـ (لأُفُقِ المُبِينْ)
كَانَتْ تُودِّعُ لَيْلَهَا بِسَحَائِبِ العِطْرِ البَهِيِّ... مِنَ (الكِتَابْ)
وَتَمُدُّ أَجْنِحَةَ النَّهَارِ بِصَوْتِهَا الحَانِي، يُرَفْرِفُ فِي سَمَاءِ
القَلْبِ، يَنْثُرُ وَجْدَهُ بَيْنَ الصِّحَابْ
كَانَتْ (سَحَابُ) - قُبَيْلَ دَفْنِكِ - كَوْمَةً لِخَرَائِبِ الأَسْمَنْتِ...تَسْكُنُ أَرْضَهَا الأَشْبَاحُ، كَانَ اللَيْلُ يَلْتَحِفُ التُّرَابْ
كَمْ كُنْتُ أَهْرُبُ مِنْ غُبَارِ هَوَائِهَا... مِنْ غَيْمِهَا المَوْبُوءِ، مِنْ (كُتَلِ) السَّرَابْ
وَالْآنَ... أَرْكُضُ نَحْوَهَا بُخُطَى الحَنِينِ إِلَيْكِ، أَلْثِمُ تُرْبَهَا وَهَوَاءَهَا، وَأُعِدُّ وَرْدَ الذِّكْرَيَاتِ، وأَسْأَلُ (الأَرْضَ اليَبَابْ)
أَبْكِيكِ...
لا أَبْكِيكِ خَوْفًا مِنْ رَحِيلِ العُمْرِ أَوْ وَجَعِ السِّنِينْ
لَكِنَّهُ وَجَعُ الغِيَابْ
كُنَّا نُرَتِّبُ لِلمَسَاءِ، حَدَائِقَ الفَرَحِ الجَمِيلْ
وَنُحَاوِرُ الأَشْعَارَ والأَشْجَارَ، حَيْثُ تَحُطُّ أَشْرِعَةُ الرَّحِيلْ
وَنُطِلُّ مِنْ نَغَمِ الحُرُوفِ عَلَى شُمُوعِ الغَيْبِ فِي(القُرْآنِ)
نَحْكِي قِصَّةَ السَّفَرِ الطَّويلْ
مَا زِلْتِ لِي وَطَنًا، يُجَنِّبُنِي ضَياعَ الدَّرْبِ، يَحْرُسُنِي مِنَ الأَشْواكِ، مَا زَالَتْ رُؤَايَ رُؤَاكِ
لَنْ (يَطْوِيْ) زَوَارِقَ فَجْرِهَا عَصْفُ الرِّياحْ
يَا دِفْءَ رُوحِي، يَا ظِلَالَ الوَجْدِ، يَا رِئَةَ الصَّبَاحْ